ناشط بريطاني يكشف لأول مرة تفاصيل محاولة اعتقال “عسيري” في لندن
يمنات
كشف ناشط السلام البريطاني سام والتون، في حوار مع شبكة “اوبن ديموكراسي” الاخبارية، السبب وراء محاولة اعتقاله للجنرال العسيري.
وقال والتون، إن العسيري هو كبير المستشارين والمتحدثين باسم النظام الذي ينفذ بشكل روتيني عمليات الإعدام، ويعتقل الصحفيين ويعذب المعارضين. إنه نظام لن يسمح أبداً لهذا النوع من الاحتجاج الذي شاركت فيه، ناهيك عن السماح بنشر مقال من هذا القبيل.
وأضاف والتون، ان “العسيري هو المتحدث باسم الجيش السعودي والمتحدث باسم القصف المروع في اليمن. وقد استمر القصف لأكثر من عامين حتى الآن، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية الحيوية وقتل الآلاف من المدنيين. في ذلك الوقت، انتهكت القوات السعودية القانون الإنساني الدولي وأظهرت ازدراءً كاملاً لحقوق الإنسان”.
وكان العسيري تعرض لمحاولة اعتقال “مدني” والرشق بالبيض الفاسد أثناء دخوله إلى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في العاصمة البريطانية للاعتراض والنتديد بالحرب السعودية على اليمن. ما حدا بالضابط السعودي إلى القيام بفعل شائن رداً على ما قام به الناشطون البريطانيون.
وذكر الناشط البريطاني، في العام الماضي، أفاد تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة عن هجمات واسعة النطاق ومنهجية على أهداف مدنية، فضلا عن استخدام المجاعة كسلاح في الحرب. وكانت العقوبة عشوائية. وبعد شهر من تقرير الأمم المتحدة، قال العسيري لرويترز: “الآن قواعد الاشتباك لدينا هي: اذا كنت على مقربة من حدودنا، فأنت ميت”.
وأشار ان القوات السعودية لم تظهر مجرد تجاهل تام للقانون الدولي وحقوق الإنسان، وإنما أيضا للحقيقة. في نوفمبر / تشرين الثاني 2016 قال العسيري لقناة ITV البريطانية إن القوات السعودية لم تستخدم القنابل العنقودية في اليمن، إلا أن البرلمان البريطاني اعترف في وقت لاحق بأنهم استخدموها في مناطق مأهولة بالسكان.
مؤكدا ان ذلك علامة على مدى تشوه أولويات “الوايتهال”، خصوصا، عندما يكون رجل مثل العسيري، مستشار كبير لواحد من أكثر الأنظمة الوحشية والقمعية في العالم، مرحباً به ودعوته للقاء النواب وتبييض جرائمه في أكبر مراكز الفكر المرموقة.
وأشار والتون في حديثه الى الشبكة الاخبارية، انه إذا ما أُريد تحقيق العدالة الحقيقية، فإن الحكومات مثل المملكة المتحدة بحاجة إلى وقف ووضع مبيعات الأسلحة قبل حقوق الإنسان والدعوة إلى اعتقال أشخاص مثل العسيري والتحقيق معهم لارتكابهم جرائم حرب.
وفي رده على سؤال، هل تتحمل المملكة المتحدة بعض المسؤولية عن تصرفات المملكة العربية السعودية في اليمن؟ قال الناشط البريطاني، إن تواطؤ المملكة المتحدة في الدمار كان كبيراً جداً، لدرجة أنه جعلني أكثر إصراراً على وقف الجنرال. متسائلاً في الوقت نفسه: كيف يمكنني تجاهله عندما تقدم حكومة البلد الذي أعيش فيه دعما سياسيا وعسكريا للحرب المروعة التي شنها هو وشركاؤه؟
وأضاف والتون: في الواقع، لم تقدم الحكومة البريطانية الدعم فحسب، بل لعبت دورا مركزيا تماما. وتظهر البيانات التي جمعتها حملة “مكافحة تجارة الأسلحة” أن المملكة المتحدة قد رخصت أكثر من 3 مليارات جنيه استرليني من الأسلحة للنظام السعودي منذ بدء حملة القصف قبل أكثر من عامين. وهي تشمل العديد من الطائرات المقاتلة التي تحلق فوق اليمن والقنابل التي تسقط من السماء.
لافتا ان تأثير القصف كان مدمرا. هناك بالفعل 17 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية – متسائلا: ماذا تريد الحكومة البريطانية أسوأ مما هو عليه الان، قبل أن توقف تأجيج معاناتهم وتحريض السعوديين لارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية ضد الشعب اليمني.
وأكد والتون انه حاول جاهداً مراراً وتكراراً وقف بلده من تسليح المملكة العربية السعودية، ومع ذلك احبطت كل محاولته.
وقال والتون: هذا هو السبب في أنني قبل بضعة أشهر اقتحمت قاعدة BAE لمحاولة نزع سلاح الطائرات الحربية السعودية التي نقوم بصنعها والتي تستخدم في جرائم ضد الإنسانية في اليمن.
وحول مدى تأثير محاولته اعتقال احمد العسيري، قال الناشط سام والتون، إن السعوديين لديهم ازدراء للديمقراطية ويشعرون بالضيق الشديد من أي شكل من أشكال الاحتجاج ضدهم. إنه أمر مثير للشفقة أن وزير الخارجية بوريس جونسون يتصل بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للاعتذار عن الحادث. مشددا انه كان يجب أن يدافع عن احتجاجنا الديمقراطي ويطالب حراس العسيري الذين يقاطعون الاعتقال المدني القانوني من الاعتذار لنا.
مشيرا ان سلوك الوزير تجاه الامير السعودي يظهر مدى تفاني حكومتنا في السعي وراء مبيعات الأسلحة على حساب سيادة القانون وحقوق الإنسان، وفي نهاية المطاف الكارثة الإنسانية التي تتكشف في اليمن في الوقت الراهن، مدفوعا في المقام الأول بالقصف السعودي باستخدام الأسلحة البريطانية.
واستطرد والتون بالقول: ما هو مسلٍ هو أننا لم نكن نعرف عن اعتذار بوريس للأمير السعودي إذا لم تكن السعودية رقيقة وحساسة جدا واصدرت بيانات صحفية، في محاولة يائسة لإنقاذ ماء الوجه.
وأضاف والتون، لقد ساعدنا على إطلاق عملية قانونية خطيرة جداً – وحدة شرطة سكوتلاند يارد تبحث اتهامات ضد السعودية، بشأن “جرائم حرب في اليمن. مؤكداً ان ذلك يمكن أن يؤدي إلى استجواب عسيري أو حتى القبض عليه إذا قدم الى المملكة المتحدة مرة أخرى. ليس ذلك فحسب، بل إنه أضعف من رحلة تيريزا ماي إلى المملكة العربية السعودية، وهي رحلة تهدف أساساً إلى تأمين المزيد من مبيعات الأسلحة. وأوضح أن وجود عسيري في المملكة المتحدة كان يهدف إلى تبييض الجرائم السعودية في اليمن.
وقال والتون: كل ما تسببنا فيه هو حادث دبلوماسي، وجعل وزير الخارجية البريطاني يقدم اعتذاراً، وعرقلت الغرض الأساسي من زيارة رئيس الوزراء، وجعل عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم تنتقد القصف السعودي على اليمن ومبيعات الأسلحة البريطانية لهم. مؤكداً ان كل ذلك العمل لم يستغرق سوى بضع ساعات مع اقل من اثنى عشر شخصاً.
وفي حديثه عن الإجراءات الأخرى التي يقترحونها حتى يشعر الناس بالقلق إزاء استمرار الحرب في اليمن، قال والتون: “من المهم أن نحتج على أي وجود رسمي للحكومة السعودية في المملكة المتحدة في الوقت الراهن، لأن 2.2 مليون طفل معرضون لخطر المجاعة بسبب أفعالهم في اليمن. إذا أتوا مرة أخرى هنا، أجمع بعض الناس معاً واعملوا مشهداً كما فعلناه مع العسيري. وهذا فعّال بشكل خاص لأنهم يكرهون الاحتجاج بشكل كبير… ولأنهم لا يستطيعون اعتقالك وتعذيبك كما يفعلون في السعودية…. لن يستطيعوا التعامل مع الموقف.
وقال في ختام حديثه: في غياب الوجود السعودي في محيطك، فإن حملة “ضد تجارة الأسلحة” لديها مجموعة رائعة من الأفكار حول ما يمكنك القيام به حول وضع بريطانيا حداً لمبيعات الأسلحة. وهم ينظمون حالياً معارضة في لندن، وهي واحدة إن لم يكن أكبر معارضة في العالم ضد الأسلحة في سبتمبر القادم”.
المصدر: وكالة خبر
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا